هاجر نصر ـ القاهرة/ مصر
توفي رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات عام 2004، وسط غموض يلفّ أسباب وفاته.
وأمضى نحو 50 عاماً من حياته في النضال من أجل القضية الفلسطينية، وخاض معارك سياسية وعسكرية أحدثت تحولات مهمة في القضية.
وتشير سجلات عرفات الطبية إلى أنه مات في عام 2004،ولم يُعرف سبب وفاة عرفات على وجه التحديد، بعض المعلومات يفيد بأن الأطباء قالوا إن سبب الوفاة هو تليُّف الكبد، وأخرى تفيد بأن الوفاة كانت نتيجة نزف دماغي،ولكنّ كثيرين قالوا إنه اُغتِيل، في حين لم يتمّ تشريح الجثة. ويرى عدد من الفلسطينيين أن “إسرائيل” اغتالت عرفات لأنه كان يمثّل الحلم الفلسطيني، وكان يحققه، وكان يصعب على “تل أبيب” أن تسيطر عليه. أوعز الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، في العام 2001، بالبحث عن خليفة محتمل للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد تصاعد انتفاضة الأقصى، وفق ما كشفت وثائق بريطانية.
أن الأمر الذي أصدره بوش جاء بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، في العام 2000، بين عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود باراك، والرئيس الأميركي حينها، بيل كلينتون ،إثر تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتناول الوثائق المباحثات والاتصالات التي جرت بين بريطانيا والولايات المتحدة بعد شهور قليلة من دخول بوش وفريقه، الذي سيطر عليه المحافظون الجدد، البيت الأبيض.
وعندما تولى بوش الرئاسة في شهر يناير عام 2001، كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي تفجرت بعد اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر 2000، في أوجها.
وجرت مباحثات هاتفية بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة قضية رئيسية فيها، وبحسب محضر المباحثات، الذي كتبه جون سويرز سكرتير بلير الشخصي، أبدى رئيس الوزراء البريطاني قلقه على عرفات، وقال إن الزعيم الفلسطيني وصل إلى أقصى حدود ما يمكنه فعله بشكل بناء، ولم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما قدم، في إشارة إلى أنه قدم كل التنازلات الممكنة.
وأقر بوش ما قاله بلير، وكشف أنه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي آيه” البحث عن خلفاء محتملين للزعيم الفلسطيني، غير أنه قال إن الوكالة “بحثت في المشهد الفلسطيني بدقة، وخلصت إلى أنه ليس هناك خليفة متاح”.
وكشف الرئيس الأمريكي السابق بوش، عن تنبؤ إدارته بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخطط لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين، وقال إن “أحد مباعث القلق هو شكه في أن شارون ربما يحاول اتباع سياسة فرق تسد عن طريق فصل فلسطينيي غزة عن فلسطينيي الضفة الغربية”.
ورغم سخونة الصراع مع تصاعد انتفاضة الأقصى، أبلغ بوش رئيس الوزراء البريطاني بأن إدارته “سوف تتحلى بالصبر”.